أدخلت المملكة العربية السعودية نظام ضريبة القيمة المضافة في يناير 2018 كجزء من الاتفاقية الموحدة لضريبة القيمة المضافة لدول مجلس التعاون الخليجي. تُطبق الضريبة على معظم السلع والخدمات، مع وجود أحكام محددة للواردات والصادرات تتولى الهيئة العامة للزكاة والضريبة والجمارك مسؤولية تنفيذها والامتثال لها.
في هذه المقالة سنفصل كيفية تطبيق ضريبة القيمة المضافة على الواردات والصادرات. حيث تغطي الإجراءات القياسية، والإعفاءات الخاصة، ومتطلبات الوثائق، وآلية التصنيف الصفري للصادرات.
تفرض المملكة العربية السعودية ضريبة القيمة المضافة على استيراد السلع كحدث منفصل عن توريد تلك السلع. حيث تخضع جميع السلع المستوردة لضريبة القيمة المضافة، بغض النظر عما إذا كان توريد تلك السلع يحدث قبل أو بعد التخليص الجمركي. يضمن ذلك أن تُطبق ضريبة القيمة المضافة على استيراد السلع بشكل مستقل عن أي معاملات توريد محلية.
مثال: ستدفع شركة سعودية تستورد سلعًا من خارج دول مجلس التعاون الخليجي ضريبة القيمة المضافة على القيمة الجمركية الإجمالية للسلع، بما في ذلك تكاليف التأمين والشحن (قيمة CIF). يمكن بعد ذلك استرداد هذه الضريبة كضريبة مدخلة إذا تم استخدام السلع في أنشطة تجارية خاضعة للضريبة.
تُعفى بعض الواردات من ضريبة القيمة المضافة، مثل:
على عكس السلع، لا تتضمن عملية استيراد الخدمات إجراءات جمركية رسمية في المملكة العربية السعودية. بدلاً من ذلك، تُطبق ضريبة القيمة المضافة على الخدمات المستلمة من الموردين غير المقيمين من خلال آلية التحويل العكسي. وهذا يعني أنه عندما يتلقى شخص خاضع للضريبة في المملكة خدمات من مورد خارج دول مجلس التعاون الخليجي، يُعتبر المتلقي هو من زود الخدمات بنفسه ويتحمل مسؤولية دفع ضريبة القيمة المضافة على المعاملة.
مثال: إذا قدمت شركة من الإمارات خدمة إلى بنك سعودي، سيُعتبر المكتب الرئيسي للشركة (في الإمارات) مسؤولًا عن التوريد، حتى لو كان لدى الشركة فرع مسجل في السعودية. وبالتالي، تُطبق آلية التحويل العكسي، مع قيام البنك السعودي بالإبلاغ عن ضريبة القيمة المضافة على الخدمات المستلمة.
في معظم الحالات، تُعتبر الخدمات المستلمة من قِبل شخص خاضع للضريبة في السعودية مُقدمة داخل المملكة لأغراض ضريبة القيمة المضافة. ومع ذلك، توجد قواعد خاصة لبعض الخدمات، مثل تأجير وسائل النقل أو تقديم خدمات مُتعلقة بالعقارات، كما هو موضح في الاتفاقية الموحدة لضريبة القيمة المضافة.
مثال: إذا نظمت شركة سعودية حدثًا في الرياض واستعانت بخبير متحدث دولي، تُعتبر الخدمة مُقدمة في السعودية لأغراض ضريبة القيمة المضافة، بغض النظر عن مكان تأسيس المتحدث أو مزود الخدمة.
تحت آلية التحويل العكسي، يجب على متلقي الخدمة الإبلاغ عن ضريبة القيمة المضافة كما لو أنه هو من قدم الخدمة بنفسه. يتطلب ذلك من المتلقي احتساب ضريبة القيمة المضافة الناتجة، مع إمكانية خصم ضريبة القيمة المضافة المدخلة، بشرط استيفاء معايير الخصم القياسية. يتم الإبلاغ عن ضريبة القيمة المضافة من المعاملات الخاضعة لآلية التحويل العكسي في خانة 9 من إقرار ضريبة القيمة المضافة، ويمكن إجراء تعديلات بناءً على ضريبة المدخلات القابلة للخصم.
مثال: إذا تلقى بنك سعودي خدمات قانونية من شركة بريطانية مقابل 100,000 ريال سعودي، سيطبق البنك آلية التحويل العكسي، مدخلًا هذا المبلغ في خانة 9 من إقرار ضريبة القيمة المضافة. إذا كانت 30% من ضريبة القيمة المضافة غير قابلة للخصم، سيقوم البنك بتعديل مبلغ الضريبة وفقًا لذلك.
عندما يتلقى مقيم سعودي غير خاضع للضريبة خدمات من مورد غير مقيم، لا تُطبق ضريبة القيمة المضافة عبر آلية التحويل العكسي. ومع ذلك، إذا كان الشخص غير الخاضع للضريبة يتلقى خدمات بانتظام تساهم في نشاط اقتصادي، فقد يُطلب منه التسجيل لضريبة القيمة المضافة إذا تجاوزت قيمة الاستلام حد التسجيل الإلزامي.
تخضع صادرات السلع إلى خارج منطقة دول مجلس التعاون الخليجي عادةً لضريبة القيمة المضافة بمعدل صفري. يعني ذلك أنه رغم فرض ضريبة القيمة المضافة بمعدل 0%، يمكن للمصدرين استرداد أي ضريبة مدخلة تحملوها على التكاليف المرتبطة.
لكي يُعتبر التوريد تصديرًا، يجب أن يتضمن:
بالإضافة إلى ذلك، خلال المرحلة الانتقالية لنظام ضريبة القيمة المضافة، تُعتبر التوريدات إلى دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى صادرات وقد تكون مؤهلة للتصنيف الصفري إذا لم يكن هناك نظام ضريبي مُفعل في تلك الدول.
مثال: وفقًا لشروط التسليم في المكان، حيث يقوم المورد بترتيب النقل إلى وجهة خارج دول مجلس التعاون الخليجي، فإن ذلك يشير إلى أن كلا الطرفين يتفقان على أن السلع ستُصدر، مما يسمح بتطبيق المعدل الصفري.
يجب على المصدّرين الاحتفاظ بعدة وثائق رئيسية لإثبات تصدير السلع، بما في ذلك:
إذا لم يتم تأمين الوثائق المطلوبة خلال 90 يومًا من تاريخ التوريد، قد يُعامل التصدير كعملية توريد محلية وتخضع لمعدل ضريبة القيمة المضافة القياسي.
يمكن إعادة بيع السلع التي تم التخليص لها للتصدير أثناء النقل الدولي، حتى وإن كانت لا تزال في المياه الإقليمية للمملكة العربية السعودية. تُعتبر هذه المعاملات أيضًا صادرات وتؤهل للتصنيف الصفري.
مثال: تبيع مصفاة سعودية مادة البيتومين لعميل إيطالي، وبعد التخليص للتصدير، يعيد العميل بيع السلع لتاجر سويسري. كلاً من المعاملتين تُعتبران خاضعتين لمعدل ضريبة القيمة المضافة الصفري.
السلع التي تُنقل خارج المملكة العربية السعودية دون إجراء عملية بيع، مثل الشحنات الشخصية أو نقل سلع تخص الشركة نفسها، لا تُعتبر صادرات لأغراض ضريبة القيمة المضافة. في هذه الحالات، لا يُطبق المعدل الصفري لأن عملية توريد السلع لم تتم.
تُعتبر صادرات الخدمات إلى المقيمين خارج دول مجلس التعاون الخليجي، أو إلى المستلمين في دول المجلس التي لم تُطبق بعد نظام ضريبة القيمة المضافة، خاضعة للتصنيف الصفري بشرط استيفاء شروط معينة. تنطبق هذه الأحكام الانتقالية حتى تقوم جميع دول المجلس بتطبيق أنظمة ضريبة القيمة المضافة وتأسيس نظام خدمات إلكتروني للمعاملات الضريبية بين دول المجلس. وفيما يلي شرح للجوانب الرئيسية:
استثناءات:
أمثلة:
يُعتبر نظام ضريبة القيمة المضافة على الواردات والصادرات في المملكة العربية السعودية نظامًا شاملاً، يضمن تطبيق الضريبة بشكل موحد على جميع السلع والخدمات المستوردة، بينما يوفر تسهيلات للصادرات من خلال آليات التصنيف الصفري. ويُعد الالتزام بمتطلبات الوثائق والإجراءات أمرًا حيويًا للشركات لتجنب العقوبات وضمان قدرتها على استرداد أي ضريبة مدخلة. كما أن فهم القواعد الخاصة، مثل تلك المتعلقة بالسلع المعادة استيرادها والصادرات غير المباشرة، ضروري للشركات المعنية بالتجارة الدولية.
وأخيراً، يجب على الشركات البقاء على اطلاع دائم بالتغييرات في التشريعات والامتثال للمتطلبات لضمان نجاح عملياتها التجارية على الصعيدين المحلي والدولي.