كجزء من جهود المملكة العربية السعودية لرقمنة أنظمتها المالية وتعزيز الامتثال الضريبي، قامت المملكة بإدخال نظام الفواتير الإلكترونية الإلزامي لجميع الشركات المسجلة في ضريبة القيمة المضافة. حيث تتطلب لائحة الفواتير الإلكترونية، التي نُشرت في 4 ديسمبر 2020، أن جميع المعاملات سواء بين الشركات (B2B) أو بين الشركات والمستهلكين (B2C) يجب أن يتم معالجتها وفقًا لإرشادات الفواتير الإلكترونية.
تقدم هذه المقالة نظرة مفصلة حول ما إذا كانت الفواتير الإلكترونية إلزامية للمعاملات بين الشركات والمستهلكين (B2C) في المملكة العربية السعودية، والقوانين المنظمة لها، والمراحل الرئيسية لتنفيذها.
تتعلق المعاملات بين الشركات والمستهلكين (B2C) ببيع السلع أو الخدمات من قبل شركة مباشرةً إلى المستهلكين الأفراد. عادةً لا تتطلب هذه المعاملات من المشتري تقديم معلومات تفصيلية عن نفسه. ومن الأمثلة الشائعة على تلك المعاملات: مبيعات التجزئة، المشتريات عبر الإنترنت، ومبيعات الخدمات مثل المطاعم والصالونات وغيرها.
وفي هذا السياق تشير الفوترة الإلكترونية إلى الإصدار والتقديم والتخزين الإلكتروني للفواتير لهذه المعاملات وفقًا لإرشادات ولائحة الفوترة الإلكترونية، مما يحل محل الفوترة التقليدية المعتمدة على الورق. والهدف من ذلك زيادة الشفافية، وتبسيط الامتثال الضريبي، وضمان الإبلاغ الدقيق عن جميع المعاملات.
نعم، منذ 4 ديسمبر 2021 أصبحت الفوترة الإلكترونية إلزامية للمعاملات بين الشركات والمستهلكين (B2C) في المملكة العربية السعودية كجزء من جهود المملكة نحو التحول الرقمي الكامل. كما تم تقسيم عملية الفوترة الإلكترونية إلى مرحلتين رئيسيتين، لضمان انتقال تدريجي وشامل من الأنظمة اليدوية إلى الرقمية.
تم تنفيذ الفوترة الإلكترونية للمعاملات B2C في المملكة العربية السعودية على مرحلتين رئيسيتين:
في هذه المرحلة، تم إلزام جميع الشركات ببدء إصدار الفواتير إلكترونيًا للمعاملات B2C. تشمل المتطلبات الرئيسية خلال هذه المرحلة:
تُعرف المرحلة الثانية بمرحلة التكامل، وتركز على تكامل أنظمة الأعمال مع منصة الفوترة الإلكترونية للهيئة العامة للزكاة والضريبة والجمارك المعروفة باسم "فاتورة". تشمل الميزات الرئيسية لهذه المرحلة:
تضمن هذه المرحلة أن تقدم الشركات لهيئة الزكاة الوصول في الوقت الحقيقي إلى بيانات المعاملات، مما يعزز مراقبة الضرائب والامتثال.
يجب على الشركات إصدار فواتير ضريبة مبسطة تحتوي على التفاصيل الأساسية التالية:
يجب على الشركات التأكد من أن أنظمتها قادرة على إصدار وتخزين فواتير ضريبة مبسطة لضمان الالتزام باللوائح والإرشادات الفنية للفوترة الإلكترونية لهيئة الزكاة. تشمل الخطوات الرئيسية لضمان الامتثال:
يمكن أن يؤدي عدم الامتثال للوائح الفوترة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية إلى فرض غرامات تتراوح من 1,000 ريال سعودي إلى 40,000 ريال سعودي، اعتمادًا على نوع المخالفة. إليك بعض الأمثلة الموجبة لعقوبات عدم الامتثال:
الفوترة الإلكترونية إلزامية للمعاملات بين الشركات والمستهلكين (B2C) في المملكة العربية السعودية، وتلعب دورًا حيويًا في رؤية المملكة لتحويل نظامها المالي إلى النظام الرقمي. كما تتيح عملية التنفيذ التدريجي للمرحلتين للشركات الانتقال بسلاسة إلى نهج رقمي في الفوترة، مما يضمن فوائد طويلة الأجل لكل من الشركات والاقتصاد السعودي.
يمكن للمستهلكين بسهولة التحقق من مصداقية الفواتير الإلكترونية، بينما تتمتع الجهات الضريبية برؤية كاملة حتى على المعاملات الاستهلاكية التي كانت غير محسوبة سابقًا.